/ الْفَائِدَةُ : (40) /

23/03/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / الفارق بين (المَثَل) و(الـمِثْـل) / ينبغي الِالتفات: أَنَّ هناك فوارقاً بين عنوان ولفظ (الَمثَل ) ـ كالوارد في بيان قوله تعالىٰ: [إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ](1) ـ وعنوان ولفظ (الـمِثْل) ـ كالوارد في بيان قوله تعالىٰ : [فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ](2) ـ حاصلها: 1ـ إِنَّ الأَوَّل يُجمع علىٰ أَمْثَالٍ . بخلاف الثَّاني فإِنَّه يُجمع علىٰ أَمْثِلَةٍ . 2ـ إِنَّ الأَوَّل آية، وهي لا تَكْتَنِه ذي الآية، ولا تشترك معه في الماهيَّة والهويَّة . أَمَّا الثَّاني فهو المجانس والنِّدّ، ويشترك مع مِثْله في ماهيَّة نوعيَّة واحدة . 3ـ إِنَّ الأَوَّل يحكي زاويةً من زوايا ذي الآية، وتغيبُ عنه زوايا . أَمَّا الثَّاني فيحكي جميع الزَّوايا . / خطورة مبحث (المَثَل) وأَهَمِّيَّته / ثُمَّ إِنَّ بحث المَثَل الوارد في بيانات الوحي نظامٌ معرفيٌّ عظيمٌ وخطيرٌ جِدّاً، أَكَّدت ونبَّهَت عليه بيانات أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ؛ فإِنَّه الوسيلة الإِلٰهيَّة المُؤدِّي والمُثبت للتَّوحيد، والقاطع لشراك الشِّرْك والتَّعطيل والتَّشبيه. وجُحُوده والكُفر به جُحُود للتَّوحيد، وكفر به؛ لِانسداد طريقه. وممَّا تقدَّم يتَّضح: أَنَّ ما ورد في بيان قوله تعالىٰ: [وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى](3) برهانٌ وحيانيٌّ دالٌّ‎ علىٰ قاعدة معرفيَّة عظيمة جِدّاً. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) آل عمران: 59. (2) المؤمنون: 47. (3) النحل: 60